U3F1ZWV6ZTQ4MDYyMjA3OTIyODIzX0ZyZWUzMDMyMTc5NjczODMwMw==

هل يستطيع العقل خداع الجسد ؟

زيفها حتى تفعلها، وصفة "ايمي كيدي" لتجاوز الصعاب



من إعاقة ذهنية إلى بروفيسورة (أيمي)


هل يستطيع العقل خداع الجسد ؟


فتاة جميلة في التاسعة عشرة من عُمرها

لديها والدان مُحبان وهي ذكية جدّاً ومتفوقة في جامعتها في أحد الأيام تتعرّض لحادث سيارة كان الحادث قويّاً لدرجة أنها طارت من النافذة وتدحرجت أرضاً

نجت ايمي من الموت بأُعجوبة

ولكنها أصيبت إصابةً بليغةً في الرأس

عرّضتها تلك الإصابة لإعاقاتٍ مُختلفة

كان أسوأها بالنسبة لايمي هي الإعاقة الذهنيّة

إذ أدى تهشُم جمجمتها لانخفاض مستوى ذكائها

واعتقد الجميع أن تلك الفتاة التي عُرفت دائماً بذكائها ورجاحة عقلها

لن تستطيع إكمال دراستها الجامعية

كانت ايمي إنسانة مُختلفة تماماً بعد الإصابة

حتى أنها احتاجت لتتعلّم كُل شيء من جديد

بما فيه المشي والجلوس والخروج للتسوّق

كيف تغلّبت ايمي على تلك المُشكلة؟

ببساطة، قررت خداع نفسها حتى تفعلها



تحدي صعبوات ايمي بعد الحادث 



بدأت تُقلد تصرفات الناس العاديين من حولها

تحدت أطبائها وعادت إلى الجامعة وحضرت مُحاضراتها كالمُعتاد كانت تُدون وتنتبه للمُحاضر حتى لو لم تفهم كلمةً واحدةً مما يقول وحاولت الجلوس كما كانت تجلس قبل الحادث حتى وإن تألمت قليلاً والتحدث بنفس الطريقة حتى أنها وضعت قدماً فوق قدم كما اعتادت أن تفعل بالتأكيد لم ينجح الأمر في البداية

إلا أنها كانت تُحرز القليل من التقدّم في كُل يوم

هكذا، إلى أن نجحت

وتخرّجت من الجامعة بعد 4 سنوات إضافية من المدة الطبيعيّة للتخرج

استمرّت ايمي بتحقيق النجاحات

وعُرض عليها أن تخرُج وتتحدّث عن تجربتها أمام حشدٍ من الناس

ايمي التي لا تزال تُعاني من بقايا آثار الحادث

وتجد صعوبة في النُطق والحركة

أحست أنها ستفشل

بل وشعرت أنها ستكون مُخادعة 

إن خرجت للجماهير وقالت أنها تغلبت على مشكلتها

لأنها تُمثل فقط، أما في الواقع لاتزال تُعاني

مرّةً أخرى قررت أن تُمثّل أنها على ما يُرام

وتخرُج وتتحدّث كما لو كانت طبيعيّة

درست لُغة جسد من يُخاطبون الجماهير

بما فيها الطريقة التي يتحركون فيها و نبرة صوتهم 

بل وحتى طريقة إمساك الميكروفون

لتبدو وكأنها واثقة من نفسها

وبالفعل خرجت أمام الجماهير 

وأدت أداءً رائعاً

تقول ايمي أنا واصلت خداع نفسها

ومرّةً بعد مرّة

لم تعُد بحاجة لخداع نفسها

إذ أصبحت تتصرف بطبيعيّة كما كانت قبل الإعاقة



ما بعد الأعاقة 



ايمي اليوم من أشهر اختصاصيي لُغة الجسد

وتعمل كمُحاضرة في جامعة هارفارد

وتخرج في ندوات ولقاءات تلفزيونيّة باستمرار

ومن المُستحيل ملاحظة أنها إنسانة تعرضت لتلفٍ في دماغها



"أجسادنا تستطيع تغيير عقولنا

وعقولنا تغير سلوكنا

وتغيير سلوكنا يُغير النتائج"



ايمي كدي

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة