الذهب الأحمر
الغرام الواحد منه أغلى بأربع أضعاف من غرام الذهب هو ليس ذهباً أو فضةً أو ألماساً أو معدناً نفيساً فما هو إلا زهرة تُستخدم في الطعام كبهارات لكن ثمنه أغلى من الذهب فالغرام الواحد منه يزيد عن سعر غرام الذهب ب4 أضعاف فأطلقوا عليه اسم "الذهب الأحمر" سَحَر البشر على مر القرون وكان امتلاك كمية منه يُعد علامة على الثراء حتى أن قياصرة الروم شنوا الحروب من أجله وخاطر البحارة بركوب البحار لجلبه وانحنت ظهور الفلاحين أثناء جمعه فما الذي جعل الزعفران بكل تلك الأهمية ولماذا ثمنه مرتفع لتلك الدرجة؟ كُل ذلك وأكثر سنجيب عليه في هذا المقال
الزعفران ما هو
الزعفران هو نبات بصلي معمر إن نظرت إليه في المزارع فسترى زهرة متواضعة لا يزيد طولها عن 30 سنتيمتراً ذات لون أرجواني أو أصفر وقد يظن غير العارف بقيمة الزعفران أنه زهرة برية ذات قيمة قليلة ينمو الزعفران في كل مكان تقريباً، لكنه يفضل الأماكن القاحلة وشبه القاحلة وأكثر الدول التي تزرع الزعفران هي إيران والمغرب وإسبانيا بدأت حكاية العشق بين البشر والزعفران منذ 3 آلاف عام فقد لاحظت الحضارات القديمة أمثال اليونانيين والرومان أن لون الزعفران يلتصق بالأشياء ولا يزول عنها بسهولة فاستخدموه كأصباغ لتزيين الغرف وتوضيح المخطوطات أما في مصر القديمة كان الزعفران ترفاً لا يقدر عليه سوى علية القوم فكانت النخبة في المجتمع تستحم بالزعفران حتى كليوباترا نفسها كانت تحب أن تدلل نفسها به ولم يعرف الزعفران حدوداً فكل العالم من شرقه إلى غربه افتتن به ففي بلدان الشرق كالهند كان الكهنة والأباطرة يصبغون ملابسهم بالزعفران وحظر القانون على العامة استخدامه واستخدم في الطب الشعبي في جميع أنحاء العالم فكتب الفراعنة في مخطوطاتهم عن فوائد الزعفران الطبية في المساعدة على الهضم وإزالة انتفاخات الجهاز الهضمي ومنع المغص والأرق وغيرها الكثير وبالتأكيد مازال الزعفران ملك البهارات والتوابل فأحب خبراء الطهي طعمه الحار المر لدرجة أنهم حتى يومنا هذا ينصحون بعدم خلط الزعفران مع التوابل الأخرى للاستمتاع به وحده كُل ما ذكرناه عن تاريخ الزعفران وفوائده
لماذا الزعفران غالي الثمن لدرجة تفوق سعره على الذهب
الإجابة على هذا السؤال تتلخص بصعوبة الحصول على الزعفران فالزعفران نبات بري بالأساس ولا ينبت بكثافة كالنباتات الأخرى مثل القمح مثلاً لذلك يحتاج إلى تجهيز مساحة كبيرة للحقول أما حصاد الزعفران فذلك الجزء الأصعب… بل تفوق صعوبته أي عمل آخر دون مبالغة فلا يتم حصاد كل زهرة الزعفران فالجزء الفعال في الزعفران هو عبارة عن ميسم الزهرة أو أعضاء التلقيح التي تنزع من الزهور المتفتحة بدقة متناهية وكل ميسم لا يزيد حجمه عن حجم شعرة صغرية فتخيل كم ميسماً نحتاج لجمع كيلو غرام واحد؟ لصنع كيلوغرام منه سنحتاج إلى معالجة حوالي ثلاثمائة ألف زهرة يدويًا وهذا ما يقرب من ملعبين لكرة القدم بالإضافة إلى ذلك، يزهر الزعفران فقط لمدة أسبوع إلى أسبوعين في السنة، في الصيف أو الخريف، اعتمادًا على النوع، لذلك من المهم البدء في الحصاد على الفور ويحتاج حصاده لأشخاص ذو خبرة وفن في التقاطه وتجميعه حتى لا تتلف البتلات وكانت تلك القصة وراء أغلى زهرة في العالم
فهل تستخدم الزعفران في الطهي؟
إرسال تعليق