مدينة لاغوس في نيجيريا، حين تُطالع ناطحات سحابها وقصورها الفخمة ومتاجرها الفارهة وشوارعها النظيفة قد تظن أنك في بلد أوروبي متطور وثري
فالمدينة التي يقطنها 20 مليون إنسان هي العاصمة الاقتصادية للبلاد وقلبها التجاري والصناعي
وبها يعيش أثرى الأثرياء بهناء وسعادة وترف لا مثيل له في أي مكان آخر
لكن للمدينة الثرية وجه آخر مظلم، بل حالك الظلام
فعلى بعد 5 دقائق فقط يعيش أفقر فقراء نيجيريا بل ولا يصلح للعيش حتى للحيوانات.
فحي مكاكو الذي يقطنه 300 ألف إنسان يفتقر لكل الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه النظيفة والطُرق والمدارس والمستشفيات
أما مستوى النظافة فيه فحدث ولا حرج... فيكفي أن تعلم أن الحي مقام فوق المجاري!
مدينة مكاكو .
نشأ حي مكاكو في أواخر القرن التاسع عشر على يد مهاجرين يمتهنون الصيد
لكن مع التضخم السكاني الذي ضرب المكان وتآكل الرقعة البرية لم يجد فقراء المدينة مكاناً ليعيشوا فيه على اليابسة
فتوجهوا نحو المياه وبنوا فوقها الصفيح
ومع الوقت أصبحت بيوت الصفيح مدينة كبيرة لكن بلا أي شيء يوحي بأنها مدينة!
فلا كهرباء ولا ماء أو مرافق عامة كالصرف الصحي
والمياه التي يعيش فوقها السكان تحولت تدريجياً لمستنقع للمجاري
ففضلات السكان وقمامتهم تُلقى أسفل بيوتهم لتختلط مع كُل شيء في الماء بما فيه الأسماك التي يصيدونها
وسكان مكاكو يشربون ويغتسلون من نفس هذا الماء الآسن
أما رائحة المكان فقد لا يحتمل القادم من خارج الحي المكوث فيه لأكثر من 10 دقائق قبل أن يختنق من الرائحة
ما الشيئ المميز في المدينة ؟
أما الشيء الوحيد المزدهر في مكاكو فهو الأمراض والحشرات الضارّة
فأمراض الجهاز التنفسي وأمراض اخرى تُعد لا بد في المكان
كما أن الولادة تعد من الصعوبات الكبرى في ظل غياب رعاية الصحية
بالرغم من ذلك يعتقد السكان أن لديهم مناعة من الأمراض في المنطقة
تحاول الحكومة النيجيرية جاهدةً لترحيل السكان من مكاكو بحجة الحاجة لتطوير المكان
لكن السكان يرفضون الأمر إذ يعتقدون أن الحكومة تريد ترحيلهم من منازلهم لكي يستولي عليها الأثرياء لتحويلها لقصور وبنايات لا يستفيد منها سوى الأثرياء
لذلك فهم يصرون على التمسك بحيّهم الذي يحبونه رغم المشاكل الكبيرة التي فيه
برأيكم كيف يُمكن حل مشكلة مكاكو؟
إرسال تعليق