يسكنون بيوتا ملونة و يقضون اوقاتهم بالاستجمام و التنزه و يتقاضون راتيا شهريا انهم نزلاء سجن باستوي
داخل جزيرة باستوي الخضراء في النرويج يوجد مكان جميل تزينه البيوت الخشبية الجميلة والشواطئ الذهبية
يقضي سكان تلك البيوت وقتهم في ركوب الخيل ولعب التنس والاستمتاع بالساونا أو التمدد تحت أشعة الشمس الجميلة والسباحة في المياه الزرقاء
إن كنت مهتماً بالسياحة قد تسأل: ما اسم ذلك المنتجع الجميل؟
في الواقع هو ليس منتجعاً… فصدق أو لا تُصدق هو سجن!
سجن باستوي السويدي
أول ما يُلفت النظر لزائري سجن باستوي هو عدم وجود جدران أو أسوار عالية على قممها أسلاك شائكة أو سياج مكهرب يحيط بالجزيرة
ولا توجد كذلك كلاب مطاردة أو حراس مدججون بالسلاح يقومون بدوريات في محيط الجزيرة كباقي السجون
ففي هذا السجن لا يقبع السجناء داخل أقفاص حديدية وزنازين بل في بيوت خشبية ملونة بألوان براقة
فيعيش السجناء في منازل بإمكانها إيواء الواحد منها ستة أشخاص
ولكل شخص غرفته الخاصة، ويشترك مع الآخرين في المطبخ وبعض المرافق الأخرى فقط
ما داخل السجن يا ترى ؟
في كُل صباح يتعين على السجناء التواجد في مقرات أعمالهم، أو في الصفوف الدراسية في الوقت المحدد
ويتيح السجن لنزلائه اختيار الأعمال التي سيمارسونها خلال فترة عقوباتهم
وهي أعمال غير شاقة مثل تربية والاعتناء بمختلف الحيوانات على الجزيرة أو الزراعة والطبخ والمتاجر والنجارة والحدادة بل وحتى قيادة العبّارات التي تنقل الناس من وإلى الجزيرة
- ولا يبقى العمال لفترات طويلة في العمل
فيبدأ يوم العمل في الساعة الثامنة والنصف صباحا، وينتهي في الساعة الثالثة والنصف ويتقاضى السجناء أجراً لأعمالهم يصل لعشرة دولارات في اليوم الواحد
ويُمكنهم شراء حاجياتهم بالمال الذي يجنونه
- ولا يُتاح للسجناء العمل فقط بل الترفيه أيضاً
فيمكن للسجناء زيارة شواطئ الجزيرة والتمتع بالسباحة وصيد الأسماك
ليس ذلك فحسب، فإدارة السجن وفرت لهم خيولاً وحمامات الساونا وملاعب التنس
- أما الطعام في السجن فهو بمثابة مطعم فاخر
فيتاح للسجناء تناول السمك المشوي والجمبري والدجاج
بالتأكيد لم تُرضي تلك المعاملة اللطيفة للسجناء والمجرمين جميع الأطراف
فالكثير من نزلائه مجرمون مارسوا أبشع الجرائم مثل القتل والإغتصاب، والمتاجرة بالمخدرات
بالرغم من ذلك فإن النرويج ترى أن الهدف من السجون هو تغيير المجرمين نحو الأفضل وإصلاحهم وليس الانتقام منهم
وهم يرون أن سجن باستوي يقوم بتلك المهمة على أكمل وجه
ف16 بالمائة فقط من المساجين الذين يطلق سراحهم منه يعودون لممارسة الجريمة خلال سنتين من إطلاق سراحهم، بالمقارنة مع السجون الأخرى في اوروبا التي تقدر هذه النسبة فيها بسبعين بالمئة
كما أن نزلاء سجن باستوي هم من بين من تبقى لهم 5 سنوات فقط من مدة محكوميتهم
إذ يحق لكل سجين نرويجي طلب النقل للسجن إن تبقى 5 سنوات من مدة سجنه فقط
برأيك هل يستحق المجرمون هذه المعاملة أم على العقوبة أن تكون صارمة أكثر ؟
إرسال تعليق