إنه العام 2003
تحتشد جحافل الغزاة الأمريكيين والبريطانيين على أطراف مدينة البصرة استعداداً لغزوها وعزو العراق كاملاً
في مشهدٍ أعاد للأذهان غزو المغول الهمجي لبلاد الرافدين
بدا أن مسألة سقوط البصرة مجرد وقتٍ فقط
وخشي العراقيون أن يحل الدمار والخراب بمدينتهم ومعالمها التاريخية التي لا يوجد لها مثيل في أي مكانٍ آخر
كان من بين المعالم المهمة المهددة بالدمار هو مكتبة البصرة
فتلك المكتبة تحوي 30 ألف كتاباً ومخطوطاً بعضها نادر ولا يُقدر بثمن
خصوصاً أن الحكومة العراقية كانت قد نقلت مكاتبها ومقراتها إلى داخل المكتبة
وحولت المبنى لحصن عسكري ووضعت فوقه المدافع المضادة للطيران
دور عالية في حفاظ على الكتب
خاطبت أمينة المكتبة السيدة عالية محمد باقر المسؤولين ليقوموا بنقل الكتب والمخطوطات لمكان آمن حتى لا تتعرض للقصف والتدمير
لكن المسؤولين تجاهلوا طلبها
عالية قررت إنقاذ الكتب بأي ثمن
وبدأت في تهريب الكتب من المكتبة، حيث قامت بملء سيارتها بالكتب كل يوم لتكديسها في منزلها مستغلة كل مساحة ممكنة
أيامٌ قليلة مضت واحتلت القوات البريطانية المدينة
واندلع القتال في الشوارع فيما دبت الفوضى في أرجاء البصرة وبدأت عمليات السلب والنهب
وفي تلك الظروف غير الآمنة لم تستسلم عالية وتتخلى عن مكتبتها
- فأقنعت عالية صاحب أحد المطاعم القريبة والسكان المحليين بتهريب الكتب المتبقية إلى غرفة الطعام في المطعم
- وعلى مدار تسعة أيام، أنقذت عالية وأصدقائها 70 في المئة من كتب المكتبةب اللغتين الإنجليزية والعربية
- بينها كتب نادرة كسيرة نادرة للنبي محمد عمرها 700 عام
لسوء الحظ حصل ما خشيت منه عالية
فأُضرمت النيران في المكتبة وفُقدت بذلك العديد من الكتب
بكت عالية كثيراً على ما جرى لكتبها التي كانت تعتبرهم بمثابة أولادها
لكن في نفس الوقت أخبرت من حولها أنها فخورة بأن الكثير من أطفالها الكتب نجوا
التحدث على ما فعلته عالية من بطولة
لم يمض ما قامت به عالية هباءً فانتشر صيتها في العالم أجمع
- فنشرت الصحف الكبرى مثل نيويورك تايم قصتها
- وأصبحت بطلة قصتين مصورتين للأطفال هما “أمينة مكتبة البصرة: قصة حقيقية من العراق” لجانيت وينترو”مهمة عالية: إنقاذ كتب العراق” لمارك آلان ستاماتي
- وأنتج عنها المسرحيات في السويد
لتصبح مصدر إلهام للأطفال في الولايات المتحدة وأوروبا
وفاة عالية
توفيت عالية عن عمر ال66 متأثرة بفيروس covid 19
وللأسف لم يسمع عنها سوى عدد قليل من الأشخاص حول العالم وخاصة العالم العربي
ولمثل هذه البطلة ترفع القبعات تقديراً لوطنيتها وتضحيتها
مجله الحلم مجله رائعه
ردحذف