قصة النصابة يقف إبليس حائراً أمامها
فتاة روسية بائسة كانت تعمل بوظيفة بسيطة بأجرٍ تافه، وكثيراً ما تضطر لأخذ المال من والدها الذي لم يكن حاله أفضل
فهو روسي مهاجر إلى ألمانيا ويعمل سائق شاحنة
بالرغم من كُل ذلك كانت الفتاة تعيش حياة الملوك وأثرى الأثرياء
فلا تسكن داخل بيت ككل البشر، بل في أفخم الفنادق
ولا تلبس إلا أغلى الملابس من أكبر بيوت الموضة العالمية
وحين تُسافر لا تشتري تذكرة الدرجة الاقتصادية ولا حتى الأولى أو تذكرة رجال الأعمال
فهي لا تقبل إلا بحجز طائرة لها وحدها
قد تسأل، كيف استطاعت تغطية ثمن كُل تلك الأشياء؟
- ببساطة لم تقم بدفع قرش واحد لقاء أي شيء
- وعاشت حياتها كلها من خلال النصب
ولسنواتٍ عديدة نصبت على نخبة المجتمع الأمريكي والمحامين والبنوك والفنادق وشركات الطيران، وجعلتهم يبدون كالحمقى
وكُل ذلك وهي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها!
أما المفاجأة الأكبر أنها حتى بعد القبض عليها قد تُفلت من العقاب، وربما تجني مالاً وفيراً وبطريقة شرعية على ما قامت به!
كيف ذلك؟
تابع هذا المقالة للتعرف على قصة النصابة أنّا ديلفي أشهر نصابة في العصر الحديث حتى النهاية لتعرف الإجابة الصادمة عن ذلك
بدأت قصة النصب مع أنّا ديلفي
فاسمها الحقيقي ليس أنّا ديلفي بل أنّا سوروكين
في عام 2013 عندما كان عمرها اثنين وعشرين سنة انتقلت لباريس
وعملت كمتدربة في مجلة موضة
وهنا بدأ أول احتكاك حقيقي لها حياة الفن والموضة والمشاهير
فُتنت أنّا بالحياة الجديدة وسط المجتمع الفني ومجتمع الموضة والمشاهير
وتمنت لو تسطيع أن تعيش تلك الحياة الفارهة
لكن كيف لابنة سائق الشاحنة البائسة أن تؤمن ذلك!
بالنسبة لأنّا كان الحل بأن تبحث لنفسها عن مكان جديد لا يعرفها به أحد حتى لا تُكشف حقيقتها كفتاة فقيرة
فقررت السفر لنيويورك
وبسبب احتكاكها بعالم الفن والمشاهير في باريس كسبت خبرة كافية تستيطع أن تتقمص شخصية مزيفة ومختلفة تماماً عن حقيقتها وتدعي أنها ابنة الطبقة الراقية والغنية
وصلت أنّا لمدينة الأضواء وهي تحمل مبلغ 20 ألف دولار، على الأغلب أنها جمعته من إحدى عمليات احتيالها التي لم يُكشف عنها
وفي مدينة نيويورك قدّمت نفسها للعالم على أنها الوريثة الالمانية لثروة تقدر ب 60 مليون يورو
- وأقامت في فنادق الخمس نجوم
- ولبست أفخر الأزياء،
- وكان تذهب إلى الحفلات باذخة،
- وتستقل الطائرات الخاصة في رحلاتها
حين كانت أنّا تذهب لمكانٍ ما كالفنادق أو متجرٍ فاخر كانت تحرص على الظهور بحُلة تُظهرها على أنها أثرى الأثرياء
وحرصت على تقديم بقشيش لكل أحدٍ يُساعدها كنادل المطعم أو عامل تنظيف الغُرف في الفندق لا يقل عن 100 دولار
وبتلك الطريقة تكسب ثقة من حولها، فلا يشُك أحد بثرائها
وحين يأتي وقت الدفع تُخرج من جيبها بطاقات ائتمان لاتعمل
وتدعي أن كُل ما في الأمر هو خلل فني من البنك وستعود للدفع قريباً أو في حال كانت برفقة أحدهم فإنها تُخبره أن يدفع عنها هذه المرة وستُعطيه المبلغ لاحقاً
وانطلت تلك الحيلة على الجميع، ولم يشُك بها أي أحد
وعاشت أنّا النصابة لسنوات وسنوات بتلك الطريقة
طموح النصابة وصل بها لما هو أكبر من ذلك
فأرادت افتتاح نادٍ ترفيهي للأثرياء بقيمة 20 مليون دولار
لكن من أين ستحصل على مبلغ كبير مثل ذلك المبلغ؟
الحل عند أنّا كان النصب على بنك كبير
فصرّحت لمن حولها من نخبة الأثرياء أنها تخطط لبناء نادي فني خاص
لكنها بحاجة لاقتراض المال بسبب الصعوبات البيروقراطية التي منعتها من تحويل ثروتها من أوروبا إلى الولايات المتحدة
وفي عام 2016 قدمت معلومات بنكية ووثائق وأوراق مزورة للحصول على قرض تصل قيمته إلى 22 مليون دولار بغرض افتتاح ناديها
وكادت أن تنجح، لولا شكوك البنك في اللحظات الأخيرة لكنها استطاعت أن تحصل على سُلفة بقيمة 100 ألف دولار
تمادي أنّا بالنصب جعلها تقوم بمغامرات كبيرة
وبدأت الشكوك تحوم حولها من البنوك والشركات والفنادق والأصدقاء الذين أصبحت فاتورة ديون أنا كبيرة لديهم
أنا قررت الابتعاد عن نيويورك قليلاً
فتوجهت لصديقتها راشيل وليامز ودعتها لرحلة مدفوعة النفقات إلى المغرب
وتضمنت في الرحلة تأجير فيلا خاصة غالية بها حمام سباحة وخادمين لمدة ست ليال تكلفة الليلة الواحدة منها حوالي 7000 دولار
وكالعادة، حين جاء موعد الدفع أخرجت بطاقاتها البنكية التي لا تعمل
وطلبت من صديقتها أن تسدد الفاتورة على أن تعيد قيمتها إليها لاحقاً
ووصلت قيمة الفاتورة ومشتريات أنّا التي دفعتها راشيل ل62 ألف دولار
بالتأكيد، أخذت أنّا تماطل صديقتها بإعادة المبلغ
وحين أيقنت أنها تعرضت للنصب تقدمت وليامز بشكوى إلى المدعي العام
واكتشفت انها ليست الوحيدة التي تقدم شكوى ضد انّا
فهنالك عشرات الشكاوى على أنّا تتهمها بسرقة مئات آلاف الدولارات، إن لم يكُن الملايين!
القاء القبض على أنّا
أُلقي القبض على أنا وكان من المرجح أن تبقى في السجن مدة تتراوح ما بين 4 إلى 12 سنة
لكن حصلت على إطلاق سراح مشروط عام 2021
والعجيب أنها عادت لمواقع التواصل الاجتماعي، وصرحت أنها لم تندم على أي من أفعالها
كل ما جرى ليس الجزء الأكثر غرابة في القصة
فبحسب مصادر بدأت شركة نتفلكس تُفكر بتحويل قصتها لفيلم
وهو أمر إن جرى سيُدر عليها أموالاً طائلة، ستكفيها لسداد جميع ديونها، بل وسيزيد في حسابها أموال طائلة!
بل وحتى صديقتها ولياميز استفادت من القصة فألفت كتاباً عن تجربتها وخرجت في لقاءات تلفزيونية مدفوعة جعلتها تُعوض المبلغ الذي خسرته وأكثر
تُرى ما هي ردة فعل إبليس لو علم بقصة أنّا؟
إرسال تعليق