قصة صفقة القرن أسوأ صفقة في التاريخ
قد تسمع من كبار السن كأبيك أو جدك كيف باع أحدهم أرضاً كان يمتلكها بثمن بخس ليفاجأ بعد مدة بارتفاع سعرها أضعاف مضاعفة ما جعله يشعُر بالخيبة
لكن خيبة جدك مهما عظمت فلن تكون أبداً بمثل خيبة صفقة القرن الذي قام بها قيصر روسيا ألكسندر الثاني حين باع أرضاً شاسعة تعادل مساحة قارّة بثمن بخس يقل عن 5 دولارات للكيلو متر الواحد
ليتفاجأ الجميع بعد سنوات أن تلك الأرض تزخر بالموارد كالذهب والمعادن وحتى البتورل
ليس هذا فسحب، فالقيصر باع تلك الأرض لدولة ستصبح أحد ألد أعداء بلده في وقت لاحق، وستصبح الأرض التي باعها شوكة في حلق بلاده ونقطة ضعفها الأساسية
تعرف على صفقة القرن بيع ألاسكا
في القرن التاسع عشر سيطرت إمبراطوريتي بريطانيا العظمى وروسيا القيصرية على العالم
كان الاحتراب والتنافس بينهما على أشده وتسابقوا على غزو العالم
وأحد الساحات الرئيسية كانت ما يُعرف بالعالم الجديد أي قارت أمريكا الشمالية حالياً
وحتى ذلك الوقت كانت كندا تحت حُكم بريطانيا لكن أرضاً تجاورها تُدعى آلاسكا كانت تحت سيطرة روسيا
نظر الروس لألاسكا على أنها عبئ على بلدهم
فطقسها البارد جعلها غير صالحة للزراعة والسكن
كما أنهم ظنوا أن مواردها قليلة
وفي خضم التنافس المحموم للسيطرة على العالم شنت روسيا حرب القرم ضد تحالف الدولة العثمانية وفرنسا ومملكة سردينيا وبالتأكيد دعمت بريطانيا ذلك التحالف ضد أعدائهم الروس
وكانت نتيجة الحرب هي هزيمة روسيا وإثقالها بالديون
وخشيت روسيا من أن تستغل بريطانيا الفرصة لتغزوا آلاسكا من خلال كندا
فرأى قيصر روسيا ألكساندر الثاني أن من الأفضل بيعها والتخلص منها للمساهمة بسداد ديون بلاده
- وعرض على أمريكا التي كانت دولة حديثة التأسيس وتُعادي البريطانيين أيضاً شراء آلاسكا
وبعد مفاوضات قبلت أمريكا العرض
وأرسل القيصر خبراء لتقدير ثمن آلاسكا
خمّن الخبراء ثمن المنطقة ب10 ملايين دولار، لكنهم وجدوا أيضاً أن الاستثمار والاستيطان في تلك الأرض سيكون مجدياً أكثر بكثير من بيعها، ونصحوا القيصر بالاحتفاظ بها
لكن القيصر لم يستمع لهم
بيع آلاسكا ب 7.2 مليون دولار
وفي ال30 من شهر آذار عام 1867، تم رسميا التوقيع على اتفاقية بيع ألاسكا الروسية لصالح الولايات المتحدة الأميركية مقابل مبلغ 7,2 مليون دولار أي ما يعادل حوالي 115 مليون دولار في وقتنا الحاضر
وبسعر 4,74 دولار للكيلو متر المربع الواحد لكامل مساحة آلاسكا البالغ حجمها 1.6 مليون كلم مربع
والعجيب في الأمر أن الأمريكيين أنفسهم لم يُقدّروا في البداية الكنز الذي حصلوا عليه بثمن بخس
فاحتج البرلمان الأمريكي والشعب على وزير خارجيتهم بلويليام سيوارد الذي وقّع الاتفاقية
بل وتأخروا سنة كاملة بدفع المبلغ لروسيا
مضت سنوات قليلة على بيع آلاسكا ليفاجأ سكانها الجدد باكتشاف كميات كبيرة من الذهب
- وبعدها بقرن اكتشف البترول بكميات ضخمة أدرّت مليارات على أمريكا
ووصل الثراء بألاسكا بأن تدفع مبلغاً من المال لسكانها من الثروات الهائلة التي تمتلكها
- واكتملت خيبة الروس حين اندلعت الحرب الباردة بينهم وبين أمريكا في القرن العشرين!
فوضعت أمريكا ترسانتها العسكرية وصواريخها النووية في الولاية الحدودية مع روسيا لتصبح تهديداً كبيراً لهم
هل تعرف صفقات خائبة مماثلة قام بها المسؤولون في بلادك؟
إرسال تعليق