قصة الطبيب مهاتير محمد
هو طبيب من نوع خاص
لم يكتفي بمعالجة مرضى بلده مجاناً
بل عالج مشاكل شعبه الاقتصادية والسياسية
ليحولها من بلد متخلف لا يُنتج سوى بعض المنتجات الزراعية
لأحد أقوى اقتصاديات العالم
تعرّف على مهاتير محمد، صانع نهضة ماليزيا
ولد مهاتير محمد عام 1925 لعائلة فقيرة
- في صغره عمل بائعاً متجولاً
- لكنه كان طالباً متفوقاً في دراسته
- فأكمل تعليمه وتخرج طبيباً
وافتتح عيادة عالج بها الفقراء مجاناً
لكن اهتمامه لم يكن محصوراً في مهنته
فكان شغوفاً بالسياسة وانضم لتنظيم الاتحاد المالاوي الوطني
عله يقوم بشيء لبلاده التي تعاني الامرين في تلك الفترة كانت ماليزيا بلد فقير جداً يعتاش على تصدير المطاط والقصدير ولا صناعة فيه وأغلب شعبه لا يجيد القراءة والكتابة ومتوسط دخل الفرد لا يزيد عن 1200 دولار سنوياً
وكانت تشهد اضطرابات عرقية كثيرة فدبت الخلافات بين أبنائها المنحدرين من 18 ديانة والعديد من الاعراق أهمها الصينيون والمالاويون الهنود
لم يعرف مهاتير المجاملة ولم يبحث عن الشُهرة والشعبيبة
فكتب عام 1969 كتاباً بعنوان "معضلة الملايو"
وانتقد فيه شعب ماليزيا بشدة لتفرقته بين الأعراق والأديان
واتهمهم بالكسل والاتكالية داعياً إياهم للاقتداء بالشعوب الآسيوية الأخرى كاليابان للقيام بثورة صناعية في ماليزيا
عرّضه ذلك لانتقادات واسعة ومنع الحزب كتابه من النشر
لكن مهاتير لم يترُك التنظيم ويُقدم استقالته وشيئاً فشيئاً اقتنع الناس بصحة أفكاره ووثقوا به لدرجة تسليمه مناصب رفيعة بالدولة فتدرج بها حتى وصل لمنصب رئاسة الوزراء عام 1981
مهاتير محمد لمنصب رئاسة الوزراء
بدأ مرحلة تطبيق أفكارة لنهضة ماليزيا وانتشالها من فقرها
أول ما بدء به كان رسم خريطة لمستقبل بلاده
- اعتبر أن التعليم والبحث العلمي هما القطاعان الأساسيان الذين ستنهض بهما بلاده
فخصص القسم الأعظم من الميزانية لدعم هذين القطاعين
مركزا على محو الأمية وتعليم الإنجليزية والبحوث العلمية
وأرسل عشرات الآلاف للدراسة في الخارج
- وركز على تطوير الصناعة والتكنولوجيا وطور السياحة
بانياً الفنادق والملاعب والمراكز الثقافية
- وحتى الزراعة التي كانت المصدر شبه الوحيد للدخل قبل وصله للحكم انتعشت في عهده
فزرع مليوني شجرة نخيل في سنتين فقط
وبعد سنوات من حكمه،
- انخفضت نسبة الفقراء في بلاده من 45% إلى 5% فقط
- وارتفع دخل الفرد من 1200 دولار سنوياً إلى حوالي 18 ألفاً وكادت نسبة البطالة أن تختفي تماماً
- والدخل السياحي وصل ل33 مليار بعد أن كان 900 مليون فقط والبنية التحتية لماليزيا تطورت لتضاهي دول أوروبا
- والجامعات أصبحت تنافس على قائمة أفضل 100 جامعة في العالم
وبالرغم من شعبيته الواسعة، ووصوله للحكم أكثر من مرة
رفض مهاتير الاحتفاظ بكرسي الحكم
فترك السلطة لغيره مرتين بعد أن اطمأن أن بلاده تسير على الطريق الصحيح
"عندما أردنا الصلاة توجهنا صوب مكة وعندما أردنا بناء البلاد توجهنا صوب اليابان"
مهاتير محمد
إرسال تعليق