في أحد الأيام قدّم الموظف تريسي هال لرؤسائه التقرير النهائي للعمل الذي كُلف بإنجازه
أعجبت النتيجة رؤسائه وأثنوا عليه.. وفوق ذلك صرفوا له مكافأة تقديراً لعمله الجاد
وكان قدر المكافأة 25 دولاراً
قد تتساءل ما هو العمل الذي يستحق مكافأة ال25 دولاراً
- هل عمل تريسي ساعة إضافية؟
- أم تراه صلح حنفية حمام الشركة؟
- لربما تبرع بالقيام بحملة نظافة أو قام بطلاء أحد جدران المكاتب
يا ترى ماذا فعل ليتقاضة هذا المبلغ ؟
في الواقع ما قام به الرجل كبير جداً
فصدق أو لا تصدق.. قام تريسي بتصميم جهاز يصنع ألماساً صناعياً بنفس جودة الألماس الطبيعي وسيُدر على شركته مليارات الدولارات
فكيف حصل ذلك، وما هو رد تريسي على جحود شركته؟
بدأ شغف تريسي هال المولود عام 1919 بالعلوم منذ أن كان طفلاً يقرأ الكُتب ويُطالع أخبار عالم شهير جداً في ذلك الوقت وهو توماس إديسون
آنذاك كان الجميع مسحورين بتوماس وشركته جنرال إليكتريك للاختراعات العظيمة التي غيرت حال البشرية مثل اللمبة الكهربائية
حين كان يُسأل تريسي عن طموحه كان يُجيب أنه يُريد أن يعمل لدى شركة جنرال إليكتريك مع توماس إديسون
وكثيراً ما أثار طموح الطفل السخرية ممن حوله، فهو فلاح وابن فلاح يعيش في منطقة ريفية لا يعرف أهلها سوى الزراعة
بكل الأحوال أصر تريسي على حلمه ودرس الكيمياء في الجامعة ليحصل على درجة الدكتوراه فيها
وقت تريسي لتحقيقه لحلمه
فقد سافر بعيداً إلى نيويورك وقُبل في شركة جنرال إليكتريك ليُحقق حلم طفولته
بالتأكيد أراد تريسي العمل بجد لإثبات نفسه في العمل
فشارك بمشروع مذهل لتصنيع الألماس
ففي ذلك الوقت كان العلماء يُدركون أن الألماس ما هو إلا فحم تعرض لضغط هائل
ورأوا أنهم إن قاموا بتعريض قطع الفحم لذلك الضغط ستتحول لألماس
من أجل ذلك اعتمدت الشركة على جهاز باهظ الثمن ويحتاج لمساحة كبيرة جداً لبنائه
لكن بالرغم من ذلك فشل الجهاز بتنفيذ المهمة وتحويل الفحم لألماس
- تريسي رأى أن ما يقوم به العلماء في الشركة خاطئ
- وعرض عليهم فكرة صناعة جهاز آخر أرخص بكثير وأخف وزناً
- لكن العلماء وخبراء الشركة رفضوا مشروعه ولم يقبلوا تمويله بألف دولار
رغم أنهم مولوا الجهاز الفاشل ب100 ألف
لكن تريسي كان مؤمناً جداً بمشروعه، لدرجة أنه قرر تمويله على نفقته الخاصة
وبدأ العمل على صناعته
وحين اكتمل الجهاز وضع قطع الفحم فيه وكانت النتيجة تحولها لألماس نقي يُضاهي الألماس الحقيقي
وكان النجاح باهراً لدرجة أنه لم يُصدق عيناه وكاد يُغمى عليه
ذهب تريسي متحمساً للقاء المسؤولين في الشركة ليعرض تجربته عليهم
في البداية تجاهلوه ولم يصدقوه
ولكنه قام بالتجربة أمامهم وتم بالفعل صناعة ألماس
وفي العام 1955 أعلنت شركة جنرال الكتريك أنها صنعت أول ألماس صناعي
وجاء في تقريرها أن علمائها ومهندسيها صمموا المشروع سوياً ولم يأتوا على ذكر تريسي الذي صمم الجهاز وقام بالتجربة لوحده دون معاونة أحد
وتمت مكافأة تريسي ب25 دولاراً فقط
اعتبر الرجل أن ما قامت به الشركة التي حلم منذ الطفولة بالعمل لديها صفعة على وجهه
ماذا فعل تريسي بعد هذه الصفعة
استقال تريسي من عمله
وقرر البدء بصناعة جهازه الخاص لصنع الألماس
وبالفعل نجح جهازه الجديد نجاحاً باهراً
وأصبح الجميع يعتمدون عليه بدلاً من جنرال إلكتريك التي لم تنجح بمنافسة تريسي
حتى أن الألماس الذي صنعه تريسي ما يزال يُباع حتى اليوم تحت اسم Mega Diamonds
بالرغم من نجاحه بصناعة الألماس إلا أن تريسي لم يرى أن ذلك هو أهم إنجاز في حياته
فحين سئل عن أهم إنجاز في حياته أجاب: البيت والعائلة
هل يتم تقدير جهودك في مجال عملك بما يتناسب مع ما تقدمه
إرسال تعليق