لا يستمعون للموسيقى أو يستخدمون الهواتف، لن تصدق أين تعيش هذه الطائفة المتشددة
لا يستمعون للموسيقى أو يستخدمون الهواتف، لن تصدق أين تعيش هذه الطائفة المتشددة
تخيّل مجتمعاً متشدداً أفرداه لا يلبسون الى السراويل ولا يحملو أجهزة الجوال
لم يركب أحدهم سيارة في حياته أو يستمع للموسيقى ويتصفح الانترنت ولا حتى التلفاز
وبصحيح العبارة لا يعرفون ما هو الكهرباء !
أين تتخيل مكان هذه الطائفة؟
هل هي في أفغانستان أم ربما في مجاهل إفريقيا
في الواقع هذه الطائفة توجد في وسط أكثر مجتمعات العالم تطوراً وانفتاحاً
فهم يقطنون أمريكا وكندا
تعرف على طائفة الآميش التي توقف عندها الزمن منذ مئات السنين
بدأت قصة الآميش في القرن السابع عشر الميلادي على يد رجل الدين السويسري، جيكوب أمان
فبسبب أفكاره تعرض جيكوب وأتباعه للاضطهاد الديني فاضطروا للهجرة إلى أمريكا وكندا اللتان كان يسودهما التسامح الديني في ذلك الوقت
عمل الآميش في الزراعة والتجارة.. لكن مع تطور المجتمع وتغيّر عاداته حافظ مجتمع الآميش على عاداتهم ومعتقداتهم لكأن الزمن توقف عندهم
فرفضوا التكنولوجيا وأصروا على صنع كُل شيء بالطريقة التقليدية، لدرجة أنهم يتنقلون على الأحصنة حتى يومنا هذا
وإن نظرت إلى أزيائهم فستعتقد أنك في موقع تصوير لفيلم يصور الحياة في القرون الغابرة
فمنذ هجرتهم في القرن السابع عشر لم يُغيروا ملابسهم أبداً
فالفتيان والرجال يلبسون سراويل زرقاء من الكتان، وتبقي تلك السراويل مرفوعةً حول الخصر بأحزمة قماشية تتدلى من فوق الأكتاف
- يعتمرون قبعات صوفية سوداء شتاءً، وقبعات من القشّ صيفاً
- أما النساء فيرتدين ملابس فضفاضة ويلتزمون بغطاء للرأس
وبسبب تعاليمهم الدينية لا يشرب الأميشيُّ الخمور، ولا يستمع للموسيقى، ولا يرقص
كما أن إقامة علاقات خارج إطار الزواج مرفوض ويلتزمون بالفصل بين الجنسين إلا في حالات قليلة بإشراف الكبار ورجال دين الآميش
حياة الآميش
يعيش الآميش حياة منعزلة تماماً عن مجتمعهم
فلا يملكون بطاقات شخصية ولا يلتحق أطفالهم بالمدارس والجامعات أبداً
ولا يقبلون بالمعونات الحكومية، أو يشاركون بالانتخابات وقد يدفعون الضرائب لكنّهم لا يقبلون أخذ أيّ راتب تقاعدي تقدمه لهم الدولة، لأنّ ذلك كلّه يتعارض مع تعاليم تفسيرهم المقدس للإنجيل، المسمى عندهم بـ"الأوامر القديمة"
وتُعتبر الكهرباء والهواتف من المحرمات
بل إنهم حرموا اقتناء السيارات فمازالوا حتى اليوم يتنقلون بالأحصنة
كما أنّ بيوت الأميش لا توجد فيها أجهزة تلفزيون أو مذياع أو إنترنت وآلات تصوير لأنّ تصوير الوجوه محرَّم عندهم
ويؤمن أتباع طائفة الأميش أنّ أيّة مصيبة، أو أمراض، أو كارثة مناخية أو طبيعية تحيق بهم هي ابتلاءٌ من الله تعالى لذلك لا يقبلون تدخّل الحكومات المحلية لدراسة أسباب الكوارث، أو منع انتشار الأوبئة والأمراض لأنّ ذلك يتعارض مع قانون الله في الأرض حسب اعتقادهم
من يقود طائفة الآميش
يقود الأميش مجموعة من رجال كبار السن ورجال الدين
ولهم مجلس للفتوى يصدر فتاواهم، لإرشاد الأتباع لفعل ما هو حلال، وينهاهم عمّا هو حرام في شرعهم
أما عقوبة من يخالف تعاليم الآميش فهي المقاطعة من جميع أفراد الطائفة بمن فيهم أقرب المقربين إليه كعائلته
بالرغم من ذلك يمتاز الآميش بأنهم متسامحين ويرفضون العُنف
فهم أبداً لا يفرضون معتقداتهم الدينية على الغير
ماذا يمتازون طائفة الآميش
- يمتاز المجتمع الأميشي
- بالتسامح
- التكافل الاجتماعي
- الترابط الأسري
- يهرع الرجال والنساء منهم لمساعدة بعضهم في مناسبات عديدة، مثل بناء البيوت، وفي الأفراح والأتراح
أما نسبة الجريمة فتكاد تكون صفراً
ويعود ذلك إلى التربية الأميشيّة، التي تحرص على رفض أيّ مظاهر للجشع أو الطمع أو التكبّر والاستعلاء
فتهتم الطائفة بغرس أخلاق التواضع والتسامح والقناعة في نفوس أبنائها لدرجة أنه لا يوجد بيع وشراء فيما بينهم حيث يأخذ كلّ منهم حاجته من محاصيل أخيه الأميشي، من غير جشعٍ أو طمع
هل تعتقد أن الآميش يفعلون الصواب أم أنهم متشددون كثيراً
شاهد أيضاً قصة اللاعبة التونسية أنس جابر الأولى عربية في التنس من هنا
إرسال تعليق