قصة أفضل لاعبة جمباز في التاريخ
هي رياضية مثالية حققت ما لم يُحققه أحد قبلها ولا بعدها
كان أدائها يخطف أنظار الجماهير فحازت على العلامة الكاملة في رياضة الجمباز
رفعت اسم بلادها عالياً في المحافل الدولية، وكثيراً ما تبجح مسؤولو حكومتها بإنجازاتها ضد خصومهم من الدول الأخرى
قد تظن أن رياضية كهذه ستكون فخراً لبلادها، ولربما مُنحت أرفع الأوسمة وأعطيت أثمن الجوائز تقديراً لعطائها… لكن الواقع كان مختلفاً تماماً
فقد كسرت السياسة جناحي تلك الفراشة مبكراً
- فحُرمت من ممارسة اللعب دولياً
- وتعرضت للتهديد والابتزاز
- ومنعت من السفر خارج البلاد
- وتحرش بها ابن مسؤول فاسد
- وتوج الأمر بسحب جنسيتها منها
قصة لاعبة الجمباز الرومانية ناديا كومانتشي النجمة الكاملة التي تعرضت للتنكيل والتعذيب
على عكس باقي الرياضيين في الدول المتقدمة كأوروبا وأمريكا لم تتمتع ناديا في بداية مسيرتها بأي دعم حكومي
فبدأت حياتها تلعب في الشارع في حيها الفقير في الستينيات
ولولا أنها أظهرت تفوقاً في حصص الرياضة المدرسية لما علم بها أحد
رغم الظروف الصعبة شقت ناديا طريقها نحو القمة
- وفي العام 1975 فازت ببطولة أوروبا للجمباز وحازت على لقب أفضل رياضية في ذات العام
- ولم يمضي الكثير من الوقت حتى أبهرت الطفلة ناديا أنظار الجميع في أولمبياد مونتريالح لتحصد 9 ميداليات 5 منها ذهبية وهي لا تتجاوز ال16 من عمرها
وهو أمر يعجز عنه الرياضيون الذين أمضوا فترة أطول من عمرها في اللعب والتدريب
- أما الإنجاز الأكبر والذي لم يسبقها عليه أحد ولم يستطع أي رياضي كسره حتى اليوم
فكان تحقيقها علامة 10/10 في الجمباز
لتحقق ناديا الكمال في الرياضة وتصبح نجمة لا مثيل لها ويتحدث عنها العالم
بالتأكيد استغل مسؤولو بلدها رومانيا القابع تحت حكم الديكتاتورية والشيوعية إنجازات ناديا للتباهي على خصومهم من دول العالم الديمقراطية والرأسمالية
استعدت ناديا لتحقيق المزيد من الإنجازات في بطولة أوروبا عام 1977
الكارثة التي منعتها من لعب الجمباز
لكن خلافات سياسية بين رئيس بلادها نيكولاي تشاوتشسكو دفعته لسحب فريق بلاده من البطولة
أحبط ذلك الأمر النجمة الصاعدة وحرمها من الحفاظ على لقبها
لتجلس في بلادها دون المشاركة بالدورات الرياضية وتفقد لياقتها
بالتأكيد، احتجت ناديا على الانتهاكات بحقها
ولم تلقى إلا المضايقات والتشديد
فقيل إن ابن رئيس بلادها كان يحاول التحرش بها
وتم منعها من السفر إلى خارج الدول الحليفة لبلادها
أعتزال ناديا كومانتشي العب
أعتزل اللعب في سن مبكرة جداً وهي في ال20 من عمرها عام 1981
وتضيع عليها وعلى بلادها الكثير من الإنجازات والأمجاد التي كانت ستجنيها بطلة مثلها
هروب ناديا كومانتشي وعواقب هروبها
ولأنها ضاقت ذرعاً بحكومة بلادها هربت في وقت لاحق إلى أمريكا
فتم تجريدها من جنسيتها الرومانية ومهاجمتها من قبل حكومة بلادها
ولكن الظلم لا يدوم، فقد سقط النظام الديكتاتوري في بلادها بعد أسابيع من خروجها
بالرغم من ذلك قررت ناديا البقاء في أمريكا
وتزوجت من لاعب جمباز وعاشت حياة هانئة، بعد أن حصلت على الجنسية الأمريكية عام 2001
وكانت تلك قصة النجمة ناديا التي تعرضت للكثير من الظلم في حياتها
ولكن بالرغم من ذلك حُفظ اسمها في التاريخ كأفضل لاعبة جمباز عرفها العالم
برأيكم كم إنجازاً كانت ستحقق لو لم تتعرض للقمع والمضايقات؟
إرسال تعليق