التاريخ العجيب لزهرة التوليب
وتشتهر هولندا بزراعتها فهي فخر لبلادهم
لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن تلك الزهرة لم تكن بذلك الجمال لولا مرض أصابها!
ليس ذلك فحسب، فتلك الزهرة الجميلة كانت تُباع بأسعار خيالية فاقت أسعار البيوت والتحف الثمينة
بل إنها تسببت بأزمة اقتصادية أدت لإفلاس الكثير من الناس وحصول أول فقاعة اقتصادية في التاريخ!
تابع القصة العجيبة لزهرة التوليب في هذا المقال
بداية زهرة التوليب
ظهرت زهرة التوليب لأول مرةٍ في الدولة العثمانيّة
واسمها بالفارسية هو ”دلبند“ أو ”تولبنت“ والتي تعني تُربان أو عمامة الرأسِ
خطفت الزهرة أنظار كُل من ينظر إليها لروعة جمالها
وسرعان ما أصبحت من اهم السلع الأساسية للتصدير
وفي عام 1593 دخلت أول شحنة من زهور التوليب إلى هولندا على متن سفينة بضائع لتلقى حفاوةً واهتمامًا بالغين من الناس
لكن اختلاف مناخ هولندا عن مناخ البلد الأصلي للزهرة جعلها عُرضة للأمراض
فأصيبت بفيروس غامض
قد تعتقد أن الفيروس أضر بزراعة الزهرة وأفقدها ألقها
لكن ما حصل كان مختلفاً تماما!
فالفيروس الذي أصيبت به كان نوعاً من الفيروسات غير الضارّة يُطلَق عليه اسم ”Mosaic“
فإذ به يُزيدُها جمالًا وغرابةً
فأصبحت أزهارُ التوليب تمتلكُ خطوطًا مُلونّة تزينها وكأنها ألسنةً من لهبٍ مُشتعل
وهنا بدأت قصة عشق بين الهولنديين والتوليب
فاقبل الهولنديين لامتلاكِ هذه الزهرة وبالأخص الأثرياء الذين كانوا يشترون اللوحات بملايين الدولارات
فارتفع سعر الزهرة حتى وصلَ عنانَ السماء
حتى أنّ الأمراء والأرستقراطيين كانوا يتفاخرون بامتلاكِهم التوليب كما يتفاخرون بامتلاكِهم التحف الفنيّة
ومن هُنا بدأ عامة الناسِ أيضًا في التهافتِ على شراءِ التوليب لارتباطِها بعليةِ القومِ
فبلغ سعر الزهرة الواحدة ما يُعادل 12 خروفا!
وباع الناس ممتلكاتهم وبيوتهم لتأمين ثمنها
الحكاية لم تنتهي عند هذا الحد
ففي منتصف القرن السابع عشر ظهر نوع جديد من التوليب اسمه ”سمبر أوغسطس“
وفاق سعر هذه الزهرة كُل تصور
فوصل سعرها إلى ٦ آلاف فلورين، وهي العُملة المُستخدَمة آنذاك في هولندا
وكان هذا المبلغ كافيًا لإطعامِ وإكساء أسرةٍ هولنديّة على مدارِ عقود أو لشراءِ قصرٍ كبير في أفخم أحياء العاصمة
وانتقل الهولنديون من عشق التوليب إلى "جنون التوليب"
جنون التوليب
حيثُ أصاب الهولنديين هوسٌ بهذه الزهرة، فأصبحوا يبيعونها بأضعافِ قيمتِها الحقيقية
وبدأت أسعار التوليب ترتفع أكثر فأكثر، ومن يتاجرون بها يربحون أرباحاً خيالية
إلى أن حصلت الكارثة، ودخلت هولندا بما يُعرف تاريخياً باسم "فقاعة التوليب"
والفقاعة الاقتصادية هو مُصطلحٌ يصفُ ظاهرةً تحدثُ عندما تتسببُ سلعةً ما في توسعٍ كبيرٍ في السوق ويليه انكماشٌ حادّ
حيثُ يبلُغُ سعر هذه السِلعة أرقامًا خياليّة ثم يحدث هبوط حادّ ومُفاجئ في سعرِه
أي أن الأمر يشبه البالون المنتفخ بالهواء
فحجمه يزيد كثيراً إلى أن يصل لمرحلة ينفجر بها
وهذا ما جرى مع زهرة التوليب
إذ أدى التوسع بالمتاجرة بالزهرة لإغراق السوق بها للحد الذي فاق الطلب على شرائها بكثير
فانخفضت أسعارها بشكل حاد مرة واحدة وأدى ذلك لإفلاس الكثير من الناس
بالرغم من ذلك لم يتأثر حب الهولنديين لتلك الزهرة بالمصائب التي سببتها لهم
ومازالوا يزرعونها اليوم في كل مكان
لا بل ونشروها في مختلف أرجاء العالم
هل لديك زهرة توليب في بيتك؟
إرسال تعليق