هاروكي موراكامي
من مدمن للسجائر لأحد أشهر الكُتاب الأحياء على وجه الأرض
قصة حياة الكاتب الياباني المُلهم هاروكي موراكامي...
في عمر الثلاثين كان مُدخناً شرهاً، يُدخن ما يقارب الـ 60 سيجاراً يومياً
ويمتلك مقهى صغير يعمل به طوال الليل مع زوجته يوكو وينام طوال النهار
كان ذلك قبل أن يتخذ هاروكي موراكامي القرار الذي غير حياته للأبد
الكاتب والروائي الياباني الشهير لم يكن يفكر بإنه سيُصبح ذات يوم من أشهر كُتاب العصر الحديث
أو أنه سيكون مصدر إلهام لآلاف من القُراء التي ساعدتهم كتاباته على تغيير حياتهم للأفضل
وُلد موراكامي عام 1949 عقب الحرب العالمية الثانية، لوالدين كانا يعملان في مجال تدريس الأدب الياباني
ولقد درس موراكامي هو أيضاً الأدب وقرأ العديد من الأعمال الأدبية في صغره وخاصة الأعمال الغربية
بالرغم من ذلك لم يُفكر موراكامي طوال هذا الوقت في الكتابة، ولكنه كان يؤمن أنه يجب على المرء دائماً أن يسير وراء حدسه في فعل أي شئ
وهذا ما جعله في أحدى الأيام وأثناء مشاهدته لمباراة البيسبول لفريقه المُفضل،فكر فجأة بأنه يريد كتابة رواية
وعلى الرغم من أنه لم يكن قد خاض هذه التجربة من قبل، إلا أنه أراد أن يسير وراء هذا الشعور وهذه الرغبة الداخلية المُفاجئة
بدأ في كتابة أولى رواياته باللغة الإنجليزية بعد عناء كبير في إيجاد أسلوب خاص به
اشترك بهذه الرواية في إحدى مسابقات الكتابة للكُتاب الجُدد
وفور أن فازت روايته في المسابقة قرر أنه سيُغلق المقهى وسيُكمل مسيرته في مجال الكتابة
ومنذ ذلك اليوم وهو يكتب لمدة 6 ساعات يومياً بشكل منتظم، حتى استطاع كتابة أكثر من 20 رواية وقصة قصيرة حتى الآن
ولقد ألهمته الكتابة للتخلص من العديد من العادات السيئة التي أعتاد عليها طوال الثلاثين عاماً من عمره
فبدأ أولاً بممارسة رياضة الجري لمساعدته على تصفية ذهنه من أجل الكتابة
وحينها أكتشف مدى تأثير التدخين على صحته وعلى ممارسته لهوايته الجديدة
فقرر أنه سيتخلى عن التدخين للأبد من أجل تحقيق حلم الكتابة وإلهام الآخرين
ولقد تحدث عن سبب توقفه عن التدخين قائلاً: "لقد تعفن جسدي بالكامل بسبب التدخين..وإذا كنت أريد أن أعيش كروائي لأطول فترة ممكنة، فكان يجب أن أجد طريقة لأظل لائقاً بدنياً وأحافظ على وزن صحي."
ومازال موراكامي حتى يومنا هذا يتبع نهجاً خاصاً ليومه..
يستيقظ يومياً في الرابعة فجراً، يبدأ العمل على كتاباته، ثم يمارس رياضة الجري لمسافة 10 أميال أو السباحة لمسافة 1500 متر
ويكُمل يومه بالقراءة وسماع الموسيقى حتى يأتي ميعاد نومه في الساعة التاسعة مساءاً
وحتى يومنا هذا يُكرر موراكامي نفس الروتين اليومي بدون كلل أو تكاسل، ويعتبره نوعاً من أشكال التنويم الإيحائي الذي يساعده في الوصول لأعمق حالة ذهنية يُبدع بسببها في الكتابة
وكل ذلك كان بسبب هذه الشعلة التي ظهرت بداخله فجأة وقادته لشغف الكتابة
هذا الشغف الذي قلب حياته وحياة زوجته رأساً على عقب بين ليلة وضُحاها
ولولا تصديق وإتباع موراكامي لحدسه، ولولا دعم زوجته يوكو له لِما كان سيُعد اليوم أحد أعظم الكُتاب الأحياء على وجه الأرض كما لقبته صحيفة The Guardian
وقد الهمت قصة حياته العديد من الأشخاص وساعدتهم على تغيير حياتهم ومعرفة شغفهم في الحياة
وأحد الأسباب الأخرى التي ألهمت قُراء موراكامي هو تواضعه وعدم إهتمامه بالشهرة،
حيث أن من أشهر أقواله: "لم أرغب في أن أصبح كاتباً، ولكنني صرت كذلك. والآن لدي العديد من القُراء في العديد من البلدان. أعتقد إنها معجزة، والتي على أن أتواضع أمامها. أنا فخور بذلك واستمتع به، ومن الغريب أن أقول ذلك، ولكنني أحترمه."
هل سبق و ان سمعت بهذا الكاتب او اطلعت على اي من مؤلفاته
إرسال تعليق