نصاب نيجيري باع مطار غير موجود ب141 مليون دولار
إن سألت أي شخص يعرف القليل عن أمن المعلومات على الإنترنت فسيجيبك أن دولة نيجيريا هي مركز أغلب عمليات النصب على الإنترنت
فلم يوفر النصابون النيجيريون أحداً من مستخدمي الإنترنت
ومن مرجح أنهم جربوا حظهم معك
فلربما وصلتك في حياتك رسائل على بريدك الإلكتروني تخبرك بأنك ربحت ملايين الدولارات
بالتأكيد تلك الرسائل كانت مجرد عمليات نصب سخيفة وسمجة ولا تنطلي على أحد سوى بعض البسطاء
لكن العجيب أن أحد النصابين النيجيريين ويدعى إيمانويل نود نفذ عملية نصب على أحد أكبر بنوك البرازيل
فما بين أعوام 1995 و1998 نصب إيمانويل على بنك برازيلي فباعهم مطاراً نيجيرياً غير موجود على أرض الواقع ب242 مليون دولار
فكيف حصل ذلك؟
تابع هذا المقال حتى النهاية لتعرف القصة بالتفصيل والمصير العجيب الذي انتهى إليه النصاب الذي نفذ العملية
قصة النصاب إيمانويل وحياته البدائية
على عكس ما قد تتخيل كان النصاب إيمانويل يعمل في وظيفة مرموقة في بنك الاتحاد النيجيري
لكن طموح النصاب كان أكبر من ذلك وأراد جمع مبالغ طائلة
في منتصف التسعينيات كان الإنترنت حديث الانتشار وكان الناس يستخدمونه بسذاجة
فاستغل إيمانويل تلك النقطة، وقرر في العام 1995 البحث عن ضحيته من خلاله
بداية عمليت النصب إيمانويل
عرض النصاب نفسه على أنه paul ogwma حاكم البنك المركزي النيجيري
وتواصل مع شخص برازيلي يدعى نيلسون ساكاغوتشي الذي كان يعمل كمدير بنك banco noroeste أحد أكبر بنوك البرازيل
أخبر ايمانويل ضحيته نيلسون أن لديه عرضاً رائعاً لا يُمكن تفويته
والعرض عبارة عن مطار كبير في مدينة أبوجا عاصمة نيجيريا
وطلب من نيلسون دفع 242 مليون دولار ثمناً لملكية المطار الذي سيتم بناؤه في العاصمة النيجيرية الجديدة ابوجا على أن يدفع منها 191 مليون دولار فورا و51 مليونا سيدفعها لاحقاً على دفعات
ووعده أنه سيحصل على مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لحسابه الشخصي إن أتم الصفقة الان
وابتلع نيلسون الطعم
وظن أنه سيصبح من أثرى الأثرياء، وربما يحوز على الثناء والتقدير من مُلاك البنك وعملائه أيضاً
فقام بجمع ال191 مليون دولار من أموال المودعين لدى البنك وأعطاها لإيمانويل
وخلال 3 سنوات لاحقة كان يدفع دفعات لحساب إيمانويل
والعجيب أنه لم يحاول السفر لنيجريا للتأكد إن كان هنالك مطار فعلاً بل وحتى لم يطلب صورة من إيمانويل تُظهر بناءً لمطار يُفترض أن تكلفته بمئات الملايين
بقي الحال كذلك إلى أن قرر بنك اسباني شراء البنك الذي يعمل به نيلسون
وحين بدأ المالكون الجدد تدقيق الحسابات للبنك وجدوا أن مبالغ طائلة دُفعت ثمناً لمطار في نيجيريا
وحين بحثوا في الأمر اكتشفوا الحقيقة الصادمة وهي أن لا وجود لذلك المطار وأن أموالهم دُفعت لأحد النصابين
بالتأكيد شكل ذلك الأمر إحراجاً كبيراً لنيلسون الذي بدا كشخص ساذج جداً
وأفلس بنك banco noroeste بعدها بفترة وجيزة
مصير إيمانويل بعد عملية النصب
أما مصير إيمانويل فكان الحكم عليه بالسجن 5 سنوات قضى منها سنتين فقط وأفرج عنه
واليوم يعمل كحاكم إحدى المناطق في نيجيريا
وهو ملهم للنصابين في بلاده
يا ترى هل تعرف نصاب مماثل
إرسال تعليق